الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

نزول قبيلة آل عبد الرحمن من عبيدة إلى بلاد الجوف في مأرب || موسوعة قحطان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلة والسلام على رسول الله ….. وبعد
لعل من حسن الطالع لقبيلة عبيدة جنب بن سعد العشيرة ، أن المصادر اليمنية لا يخلوا كثير منها من ذكر هذه القبيلة وذكر فروعها وذكر شخصياتها القيادية ( شيوخ) وفرسانهاولعل فرع من فروع هذه القبيلة نال أوفر الحظ والنصيب من هذا الذكر ، والذي كان السبب الرئيسي في القول باللانتساب اليه من قبل قبائل اخرى خارج القبيلة الأم ( قبيلة عبيدة جنب بن سعد العشيرة ) إن هذا الفرع هو ( ال منيف بن جابر بن عبد الرب من روح بن مدرك الجنبي) . والذي اصبح يعرف في الزمن المتأخر بالضياغم عبيدة.
لن أطيل الحديث عن هذا الأمر فله موضوعه ضمن بحث كتاب نسأل الله التيسير في خروجه .

(1)
  لعلي استأذن القارئ الكريم في الحديث عن زمن نزول آل منيف بن جابر وقبيلتهم آل عبد الرحمن في وادي سبأ والذي يعرف اليمن بوادي ابراد أو وادي عبيدة في بلاد الجوف اليمنية. ثم سوف نتحدث عن قصة حرب ظفار اليمن والتي شارك فيها 200 فارس على رأسهم : شهوان بن منصور العبيدي في سنة ستمائة وتسعة وسبعون وقيل ستمائة وثمان وسبعون للهجرة.
في عهد الإمام الزيدي : عبد الله بن حمزة حسب ما أورده أبي فراس بن دعثم في كتاب / السيرة المنصورية من سنة ( 593 – 614) للهجرة.
كان نزول آل منيف بن جابر بقيادة : راشد بن منيف وابن أخيه منيف بن ضيغم بن منيف إلى بلاد الجوف اليمن سنة ستمائة للهجرة(600) للهجرة.
يقول مصنف السيرة المنصورية في الجزء الأول ( ص: 306 ، 364 ، 373 ):
ودخل شهر صفر وهو يريد ( عبد الله بن حمزة) النزول إلى الجوف الأسفل وبلد بني منبه للإصلاح بينهم في أحداث حدثت بينهم ، ويقوموا بزراعة الغيل سدال . فنزل وأراد ذلك منهم فتشاكوا في ذات بينهم ، ولم يتفقوا في أمر الزرع ، ولم يكره الأمير تأخيره لما خشي من حدوث الشر بينهم ، ويكون أذى لهم فأخروه ، وتقدم إلى الخلق( قرية ومركز عزلة ناحية الجوفالتقسيمات الإدارية اليمنية) في اسف الجوف وهي قرية السلطان جحاف بن حميدان …….. وأقام في البلاد متفقداً أمورها ويصلحها مدة حتى أتاه راشد بن منيف بن عبد الرب ، ومنيف بن ضيغم ، وهما شيخا جنب والمجابان فيهم ، وسألاه القدوم معهما إلى الإمام عليه السلام إلى صعدة ، يريدان القود لمأرب ، فنهض معهما . وسيأتي ذكر ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى.( ج1.ص: 306 ).
ثم يقول : وقدم الأمير صارم الدين إبراهيم بن حمزة من الجوف لسبع عشرة ليلة خلت من ربيع الأخر ، عقب وصول البشارة بقتل بني صريم وأخذهم بدرب شاكر ، ومعه راشد بن منيف بن عبد الرب ، ومنيف بن ضيغم ، وهما كبيرا جنب والمقدمان فيهم . ومن أهل الدرب الأعلى بمأرب ، سبأ بن جابر ، وذكروا أن زرعاً عظيماً بمأرب ، وأن آل مازن ، والقشيب أهل لمأرب الأسفل عرضوا عليهم مالاً على سلامة زرعهم ، فكرهوا ذلك دون أن يكون بأمر الإمام ورايه، وأتوا يطلبون القود إلى هنالك ….( ج1. ص: 364 ).
وجاءت البشارة بأخذ كوكبان واستيلاء الأمير عماد الدين عليه ، فعزم الإمام عليه السلام على النهوض إلى الجوف والقود لمأرب ، وأزعجه الجنبيون لطول اقامتهم بصعدة ( ج1. ص: 373 ) .
من هذه النصوص التي أوردها ابن دعثم في كتابه/ السيرة المنصورية .. يتبين لنا أن الشيخين / راشد بن منيف و منيف بن ضيغم بن منيف .. نزلوا الجوف بعد أن طلبوا القود اليها من الإمام الزيدي عبد الله بن حمزة في سنة ستمائة للهجرة ( 600) .
ولقد أوردت كثير من المصادر تواجد قبيلة عبيدة في الجوف ( جوف مأرب) وحركتهم .
ويورد صاحب غاية الأماني في أخبار القطر اليماني / يحيى بن الحسين بن القاسم ( ج1 :448) : ودخلت سنة 658 هجرية في محرم منها مهض المظفر الى صنعاء ، فخرج منها أسد الدين إلى ذي مرمر خوفاً من المظفر ، فأكرمه بنو حاتم غاية الإكرام ، وثم وقع الصلح بينه وبين المظفر ، وطلب منه أن يجهزه إلى حضرموت ، فاسعده المظفر وزوده ، فلما وصل الجوف لقاه خضر بن محمد بن الجحاف ، وعبد الله بن منصور بن ضيغم ، وطلبوا منه النصرة على آل راشد حلفاء المظفر ، فأجابهم ، وقتل من أل راشد طوق بن حميدان وجماعة من عشيرته
ويحدثنا تاج الدين عبدالباقي بن عبد المجيد اليماني / في بهجة الزمن في تاريخ اليمن . ص: 153 : وأعاد الأمير علم الدين المحاط على براش ، وبقي أسد الدين يتردد من ظفار إلى ظفر ( بلد في حجة) ، ونزل الجوف ، وكانت له وقعة عظيمة مع العرب قتل فيها طوق بن حميدان من آل راشد بن منيف .
ويورد تاج الدين عبد الباقي بن عبد المجيد اليماني ، المتوفى سنة / 723 للهجرة ، في كتابه / بهجة الزمن في تاريخ اليمن . ص: 164 .. عن احداث سنى 683 للهجرة : ولما تضايقت الأحوال بالأمير صارم الدين عرض على حسن بن وهاس ودعاه للقيام معه فأبى عليه ، وعرضه أيضاً على المطهر فأبى عليه لما يعلمون من قبح سيرته مع الأئمة ومخالفته لهم . فعمد إلى ابن أخيه وهو ابراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن الإمام ، وقد قرأ شيئاً من العلم وليس بكامل للإمامة ولا لغيرها ، فأقامه إماماً، وأخرجه إلى ثلا ولبّس به على العامة ، فاجتمع معه عسكر كثير ، وقاد الإمير قوداً جيداً من جبل الجوف من بني عبيدة وسواهم .
يذكر صاحب كتاب: بهجة الزمن في تاريخ اليمن : وبقي أسد الدين يتردد من ظفار إلى ظفر ، ونزل الجوف ، وكانت له وقعة عظيمة مع العرب قتل فيها ( طوق بن حميدان ) من آل راشد بن منيف ، ثم لحقته مضرة شديدة حتى باع ثيابه وأحرق منها ما كان مزركشاً ثم كتب إلى السلطان :
إن كنــــت مأكولاً فكن أنت آكلي*** وإلا فأدركنــي ولمّا أمــزّق . ( ص : 153 ) .
لعل أحداً يسأل أل منيف إلى أي قبيلة من قبائل عبيدة يرجعون ؟
في ذي الحجة سنة 545هجرية وصل أهل اليمن من جنب وعنس وزبيد ، وكان من مشايخ زبيد عبد الله الحرف وسالم ابناء محمد ، وصبرة بن المهلب ، وأحمد بن صبرة البصري ، وكافة أصحابه وصبارة بن عنس ، وأصحابه ، وسعيد بن يوسف ، ومنصور بن ابي الهيثم ، وأصحابهما أل الأحول وسائر عنس . وكان من جنب مقبل والحداد ابناء عبد الله من المشرق . ومن نواحي ذمار من بني عبيدة : علي بن منصور بن عبد الرب ، وعبد العزيز بن مرير ، والمبارك بن موسى ، وعمرو بن جندل ، ورجال من آل عبد الرحمن فيهم الغمر بن عبد الله وأخوته وقوم كثير.( سيرة أحمد بن سليمان ، ص: 158 ) .
وكان في بلاد بكيل رجل من آل عبد الرحمن من جنب ، وهو يحبهم ويعتقد معتقد المطرفية يقال له : زياد بن غانم . ( سيرة أحمد بن سليمان . ص: 285 ).
ونجد في كتاب / ملتقط الرحلة من المغرب إلى حضرموت ..للفقيه يوسف بن عابد الإدريسي الحسني الفاسي .,رحل من المغرب الأقصى سنة 990 قاصداً بلاد حضرموتيقول وهو يتحدث عن نسب عبيدة ابراد وقد خالطهم وتزوج منهم وعاش بينهم سنين : فكان هذا سبب مسيري إلى بلاد مأرب ونواحيها . فلما وصلت إلى حزمة مأربوكانت أم ولدي عمر من قبائل تلك الأرض ، رأس من رؤساء القبائل الحكام ، يقال لهم آل عبد الرحمن بن عبيدة ، أمهم عبيدة بنت مهلهل بن وائل ، وهم يعودون إلى جنب بن سعد بن مذحج ، بطن من بطون كهلان(ص:130).
ويقول : وهذه التي في الحزمة ، أسمها شوق بنت عبد الله بن محمد بن علي بن مسعود بن حيدان ، وهو أقرب إلى الرميم بن جابر ، وجدها منيف بن جابر بن علي بن عبد الرب بن ربيعة بن سليمان بن عبد الرحمن بن روح بن مدرك الجنبي ، ثم المذحجي الكهلاني ثم القحطاني.( ص:131 ).
مما سبق نجد أن تحول آل منيف بن جابر بقيادة : راشد بن منيف و منيف بن ضيغم بن منيف كبيرا جنب والمجابان فيها ، إلى أرض الجوف من بلاد مأرب اليمن في سنة 600 للهجرة ، ونجد أنهم ليسوا الوحيدين أعني آل منيف بن جابر ولكنهم من ضمن قبيلتهم آل عبد الرحمن

والله اعلم

كتبه / أحمد الصقري العبيدي ..

١٣  ١٢  ١٤٣٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جحش الاربعين للباحث في التاريخ علي بن محمد السنحاني || موسوعة قحطان

  اربعين يوم يصول ويجول رافع هامته إلى السماء ومعرفته مثل المشط يأخذ الجبوب من جاله إلى  جاله غير ابه بمن حوله كأنه المهر تراه وهو في اوج خي...