اربعين يوم يصول ويجول رافع هامته إلى السماء ومعرفته مثل المشط يأخذ الجبوب من جاله إلى جاله غير ابه بمن حوله كأنه المهر تراه وهو في اوج خيلائة يتصور له انه حصان بن حصان وعند ختام الأربعين يوم تنكشف له الحقيقة عندما ينهق فيصاب بالذهول وبالخيبه ويعرف انه حمار ويستسلم للواقع وتراه بعد هذه الايام التي خلت لا يبرح من امه قدر شبر واحد .
وحال بعض البشر مثل حال جحش الأربعين يأخذه الزهو والكبر والخيلاء والأنفه وينصدم عندما يكتشف انه جحش اربعين .
لاتتقدمون على منهم أكبر منكم
ولا تعلقون على كلامهم سواء اصابوا او اخطأوا أنتم تذبحونهم بغير سلاح عندما تتقدمون وتعرجون على خطابهم
اعرفوا اماكنكم في المجالس
رحم الله امرء عرف قدر نفسه
التزموا بالصمت عند فتح الأفواه وكثرة الكلام فتكميم الافواه هيبه واحترام
الخروج امام الكاميرات والأستعراض والبحث عن الشهره وتمجيد فعل الرجل لنفسه وتسويقه يدل على نقصه وضعفه يقول الأولين ( أعمل وغيرك يطوف)
اعلم اخي أن المدح في غير أهله مذمه ومسبة وعار هناك طبقة اندثرت كانت تمتهن هذه المهنه التي تكتسب منها لقمة العيش اليوم حل محلهم المداحون .
يقول لسان قبيلة يام وهمدان/ صالح بن سمره
الكذب هو والردى قد له مراحيل
قد له بيوت تحبه ما تخليه
اللي تعشى بكذب مقدم الليل
من ذي صباح شما عاده مغديه
وقوله يرحمه الله
عينت في الدنيا رجال عقر
بطون تساحب والثياب جدادي
ما اكثرهم اليوم كأنه عايش معنا
الحرص من جحش الاربعين في المواقف إذا تقابلت الصفوف يقول بن سمره
يا تيك دلبيج بخاطي كلمه
حاذور لا تلقى به الميعادي
لما امتلى بطنه يسج فواده
وسط المجالس كنه زرب كتادي
كان الرعيل الأول يتقدمهم الكبير في السن العارفه ويتحدث بخطاب مختصر لا يتعدا ثلاث او اربع كلمات فقط
وفي المهاشل يقبلون ويخرج الشيخ الموكل إليه الحديث ويعطي العلم المختصر في سطر او سطرين ،
ثم يرد عليه المقابل وهو ولي الدم ويكون الشد والجذب بين صاحب الشان وبين الشيخ المقبل فقط لايوجد بينهم جحش اربعين رجل يتحدث مع رجل والصفين صافنين كأنهم حصن بني شداد
عند الخلاص ترفع البيضاء لصاحب الشان
ولا ينتظر الشيخ المصلح منهم بيضاء او ثناء لأنه واجبه وحق عليه .
هذا والسلام
