الجمعة، 19 يناير 2018

اسطورة من اليمن بقلم أ. علي بن حمران القحطاني

في هذه الدقايق نبقی سويا مع موضوع نادر جدا وهو عن الشاعر علي بن زايد اليماني .. هذا مايعرف من نسبه.وصلتنا اشعاره الرجزيه وحكمه وامثاله عن طريق السماع  والرواة وعن طريق الفلاحين والعاملين في  مزارعهم من حراثة وري المزارع والعمل  فيها وخاصة في جنوب  مملكتنا الحبيبة.وفي بلاده اليمن التي ترعرع فيها وعايش ألامها وطقوسها وسنواتها ومضمون اشعار علي بن زايد يعكس حياة الفلاح اليماني وبعد ان مرت السنوات كان المهتمين بالتراث اليمني يدونون الشي القليل مما قال هذا الشاعر .ففي عام 1960ميلادي توجه المؤرخ اليمني القاضي محمد الحجري الی موسكو لحضور مؤتمر المستشرقين  وقد جری الاتفاق معه قبل سفره من اليمن علی البحث في اعمال علي بن زايد وقد نوی الحجري ان يسجل هذه الحكم والامثال والاشعار علی اشرطة تسجيل(كاسيت) وبعد ايام من سفره وصل الخبر الی اليمن بأن المؤرخ الحجري قد حدث له حادث جوي وهو في طريقه الی موسكو  وهناك اقيمت مراسيم تكريم جثمانه وبقية اعضاء الوفد اليمني المتجهين الی المؤتمر في مسجد موسكو وارسلوهم بطائرة خاصة الی اليمن ودفن بمقبرة صنعاء القديمة. وقد قال الحجري ان علي بن زايد من قبيلة ال (زايد) وقد استوطنت هذه القبيلة بموجب خريطة راتيينس وفون ويسمان ضمن حدود مقاطعة زيدية جبلية في منطقة مدينة مناخة .
واقوال علي بن زايد كثيرة ومنها.....
عز القبيلي بلاده ....ولو تجرع وباها
يروح منها بلا ريش ...واذا ملك ريش جاها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخوكم...علي بن حمران القحطاني....

قبائل قحطان في عيون الشعر اليمني كتبه / علي بن سعد آل حصوصة




لعبت القبائل القحطانية والتي تعرف بقبائل جنب قديما دورا محوريا في التأثير السياسي باليمن . فكانت القوة الضاربة  منذ بداية تأسيس الدولة الصليحية باليمن .  واستفحل دورهم مع مؤسسها علي بن محمد الصليحي حتى اقتطع لهم أراضي بالعمق اليمني بنواحي ذمار وشرق صنعاء فارتحلت بعض بُطُون وأسر تلك القبائل لليمن . واستمرت وطأتها باليمن  فلم يأتي زعيم يمني إلا واستنجد بها لبسط نفوذه  . وكانت راحة بني شريف محط انطلاقة تلك الجيوش والقبائل للعمق اليمني . ولما كان لهم هذا الدور  عبر مئات السنين تغنى الزعماء والشعراء بأمجاد تلك القبائل وصولتها وشجاعتها  ونورد شيئا يسيرا من تلك الأشعار كما يراها أهل اليمن

ففي عام 902 للهجرة أنشد احد وجهاء اليمن وعلمائها بسوق الحرجة  أبيات شعر يمتدح فيها قبائل قحطان ووداعة  قال فيها :-

ووداعة الأمجاد من آل مرحب ....
وسنحان ما سنحان إلا سمادع

وجاءك تهوي من عبيدة عصبة ...
جميعهم للخصم كالسم ناقع

إلى أن حططت الرحل عند قبيلة ....
لها كل يوم في الرقاب صنائع

شريف شريف شرف الله قدرها ...
وحاطهم من كل سوء بواقع

فهم روؤس قحطان بن هود وصيتهم ....
بكل بلاد ماله قط دافع .

وأكرم بجهمين بن دَاوُدَ  إنه....
لشيخ جليل للرئاسة جامع

وفِي آل بشر  قد  نزلت وخيمت ...
خيامك حولي من له الله رافع

فإن بني بشر أسود ضراغم ....
وأسياف صدق في الحروب قواطع .

يحوطون من أضحى نزيلا بسوحهم ...
كما حفظت بين الكرام الوادئع .




ويقول القاضي محمد بن عبدالله الحميري  عام 552 للهجرة. مادحا قبائل جنب بن سعد ومذحج

ويوم نهضنا من ذمار بخيلنا ....
وزيد بن عمرو يوم ذاك عميدها .

كتائب من جنب بن سعد ومذحج ....
تعادي بهم خَيل خفاف لبودها .

يهزون أطراف الوشيج كأنما ....
عليها سيوف فارقتها غمودها .

ونشير الى زيد بن عمرو  احد زعماء قبيلة جنب باليمن وهو من قبيلة عبيدة من ال معمر . وهو الذي يقول فيه احمد بن سليمان أحد أئمة اليمن :-

قل لي لزيد رأس مذحج كلها ...
وحسامها الماضي الغرار المصلت

ماذا تقول لأحمد ووصيه ...
يوم القيامة إذ نكثت ببيعتي .



وفِي عام 613 للهجرة قال سيد من سادات اليمن  يمتدح قبائل نزار  التي تنتمي لها بعض قبائل رفيدة وعسير وكذلك القبائل القحطانية المذحجية مثل سنحان يقول

ومن دونها جرد عتاق وفتية ...
كرام يروون السيوف اليمانية

مصاليب من حيي نزار ويعرب ...
بهاليل ضحاكون والأسد باكيه

الى ان قال :-

وهمدان ترمي من رماني ومذحج ...
وسنحان والأملاك كندة راميه.


ويقول المؤرخ مفرح بن احمد شعرا يذكر فيه  قبائل الشام جنب وسنحان ويام :-

وتدعو معشر الأصلوح  لما ....
الظتهم بأسبابي الخطوب

وعضتهم نيوب الحرب عضا ...
وفرت من جوى الوجل القلوب

وناديت حي سنحان ويام ...
وجنب وهي في النسيا  شعوب .

وأدعو في بني حسن وإني ...
صميم من ارومتها نسيب

فإن خذلت ففي الأنصار  حسبي ...
ونصر الله والفتح القريب .


ويقول احمد بن سليمان احد زعماء اليمن سنة  549 للهجرة      عندما ظهر مذهب الباطنية بنجران  واستنصر قبائل شريف وسنحان في حربها ومساندة منيف بن جابر العبيدي له بقبائل عبيدة وبعض خثعم ونهد فقال

فعمدت خانقهم بسنحان الأولى ...
وبني شريف أهل كل فضائل

فأتت عيونهم وقالوا  كذبة ...
ما دون ما تبغونه من حائل .

الى ان قال :-

فدعوت أبطال الحجاز فبادروا ...
وأتت إلى عساكري وجحافلي .

ودعوت ذَا  العليا  منيفا دعوة ....
فأجاب كالسبع الفروس الصائل .

وله مكارم من أبيه وجده ....
مشهورة وسمت بعز طائل .

هم رؤوس قحطان وذروة مذحج ....
ما أي قحطان لهم بمشاكل .

وفوارس من خثعم أكرم بهم ...
وصلوا من البلد البعيد الراحل

وقال أيضا في احدى حروبه ضد هشام بن نباته من بني الحارث بن كعب بنواحي نجران عام 538 للهجرة عندما ناصرته قبيلة شريف وسنحان فقال :-

وإن بني شريف آل صبر ....
وسنحان لهم منن جسام .

وقام بنو معاوية جميعا ...
لنصرتنا وشدوا واستقاموا

فخربنا منازله وأبنا ....
وفِي أوطانه منا قتام .


كتبه / علي بن سعد آل حصوصة

الاثنين، 1 يناير 2018

فن المحاورة مع الذئب في الأدب الشعبي لقبائل قحطان / للباحث والمؤرخ : علي بن سعد آل حصوصة

فن المحاورة مع الذئب في الأدب الشعبي لقبائل قحطان .

        من روائع الأدب الشعبي عند شعراء قبائل قحطان هو فن المحاورة مع الذئب ، باعتباره ندا من الأنداد ، ولأن الذئب موصوف بالشجاعة والإقدام ، فهي صفات  تتكامل بين الطرفين  لتشابه أجواءها  مما جعل شعراء قحطان يتلذذون  في محاورة الذئب ، والقصائد التي ذكرت في هذا الفن كثيرة ، وللأسف ان كثيرا منها لم يدون  .
 ونستعرض بعض من هذه الأشعار    كالمحاورة التي دارت بين الشاعر  المعروف بلقب خداش  وهو محمد بن زحنون  الصقري العبيدي  عندما سفك الذئب بأغنامه  والتي قال فيها  :-

إمـا أنت يا ذيب الخـلا مبتليـني .....
أنـا طالبنـك الحـق عند ابن فردان

إن تكـون  تعاهدني  ونا أخذ  ضميني .....
وإلا فـرد لي  البـراء وكـلنا أقران

فرد عليه الذئب قائلا :-

قال إني سرحان  ذرب اليميني .....
طلق ذراعي وأسري الليل حفيان

وأنا لمـا طاب نـوم  الهديني ....
فاخد شواتي والغدي ما بعد بان

وأنا لمـا إشتد  حـبل الونيني .....
فأبيت في ليـل  الذراعين عريان

فرد عليه الشاعر خداش بقوله

حبلت لك يا ذيب حبل مهيني ....
وزنت لك سـود ملاح وخفان

وبندق غلام  يوم يسرح  بحيني ....
مطرق فرنجي وقعها  فوق لزغان

لخـطي ولا أحب الخطاء يجيني ....
أنا صـبي المقـديات ابن عمران


وللشيخ الفارس شالح بن هدلان الخنفري أبيات يوصي بها للذئب  عندما قُتل  ابنه الفارس المشهور ذيب بن شالح  في إحدى المعارك والتي منها :-

يا ذيب أنا بوصيك لا تأكل الذيب ....
كـم ليله عـشاك عقب المجاعة

كـم ليلة  عشاك حرش  العراقيب .....
وكـم شــــــيخ  قـــــــــوم كزته لك ذراعه

وقال مجيبا على عواء  الذئب في قصيدة أخرى :-

ذيب عوى وأنا على صوته  أجيب .....
ومن ونتي جضت ضواري سباعه

عز الله إني جاهل ما أعلم الغيب .....
والغيب يعلم به حفيظ الوداعة


وكذلك قصيدة الشاعر هادي بن درويش من آل سريع من قبيلة شريف  والتي يقول فيها :-

ياذيب ياللي طـول عـمرك  سروقه....
مـا خـفت من البندق وراعيه لسار

وما خـفت من غمر يساوي سحوقه .....
لمـا إنقطـع بارودهـا ليـه منكار


    فرد عليه الذئب يقول :-



كـم قلت  يادرويـش ما فيك طوقه....

سـلا  تكـثر في  الحـكايا  وهدار



أسـري لمـا طـاب نومـك  دلوقه....

على فـراش لك وزد قطـب الدار



وأسـري على البدوان  مغوى  طروقه....

أسـري لمـا دلهـم الليـل بأغدار



كم حـايل من الضـأن نشعى حلوقه ....

أكـل شحـمها ما شـريته بدينار



وتـزرعون البـر  ما حـن  نـذوقه .....

بـر وزبـيب يشـريه  كل  تجار







  فرد عليه الشاعر  هادي بقوله :-

يسـلم  محـمد لم يهـنيـك ذوقه ....
عشرين ذيب ياللي سحبنا وراء الدار

بنـدق غـلام يـوم يثبت  سحوقه.....
في جـوف روم  يشتعل وسطها نار




انتهى  وبالله التوفيق





كتبه : الباحث والمؤرخ : علي بن سعد آل حصوصة

30/12/2017م

جحش الاربعين للباحث في التاريخ علي بن محمد السنحاني || موسوعة قحطان

  اربعين يوم يصول ويجول رافع هامته إلى السماء ومعرفته مثل المشط يأخذ الجبوب من جاله إلى  جاله غير ابه بمن حوله كأنه المهر تراه وهو في اوج خي...