فن المحاورة مع الذئب في الأدب الشعبي لقبائل قحطان .
من روائع الأدب الشعبي عند شعراء قبائل قحطان هو فن المحاورة مع الذئب ، باعتباره ندا من الأنداد ، ولأن الذئب موصوف بالشجاعة والإقدام ، فهي صفات تتكامل بين الطرفين لتشابه أجواءها مما جعل شعراء قحطان يتلذذون في محاورة الذئب ، والقصائد التي ذكرت في هذا الفن كثيرة ، وللأسف ان كثيرا منها لم يدون .
ونستعرض بعض من هذه الأشعار كالمحاورة التي دارت بين الشاعر المعروف بلقب خداش وهو محمد بن زحنون الصقري العبيدي عندما سفك الذئب بأغنامه والتي قال فيها :-
إمـا أنت يا ذيب الخـلا مبتليـني .....
أنـا طالبنـك الحـق عند ابن فردان
إن تكـون تعاهدني ونا أخذ ضميني .....
وإلا فـرد لي البـراء وكـلنا أقران
فرد عليه الذئب قائلا :-
قال إني سرحان ذرب اليميني .....
طلق ذراعي وأسري الليل حفيان
وأنا لمـا طاب نـوم الهديني ....
فاخد شواتي والغدي ما بعد بان
وأنا لمـا إشتد حـبل الونيني .....
فأبيت في ليـل الذراعين عريان
فرد عليه الشاعر خداش بقوله
حبلت لك يا ذيب حبل مهيني ....
وزنت لك سـود ملاح وخفان
وبندق غلام يوم يسرح بحيني ....
مطرق فرنجي وقعها فوق لزغان
لخـطي ولا أحب الخطاء يجيني ....
أنا صـبي المقـديات ابن عمران
وللشيخ الفارس شالح بن هدلان الخنفري أبيات يوصي بها للذئب عندما قُتل ابنه الفارس المشهور ذيب بن شالح في إحدى المعارك والتي منها :-
يا ذيب أنا بوصيك لا تأكل الذيب ....
كـم ليله عـشاك عقب المجاعة
كـم ليلة عشاك حرش العراقيب .....
وكـم شــــــيخ قـــــــــوم كزته لك ذراعه
وقال مجيبا على عواء الذئب في قصيدة أخرى :-
ذيب عوى وأنا على صوته أجيب .....
ومن ونتي جضت ضواري سباعه
عز الله إني جاهل ما أعلم الغيب .....
والغيب يعلم به حفيظ الوداعة
وكذلك قصيدة الشاعر هادي بن درويش من آل سريع من قبيلة شريف والتي يقول فيها :-
ياذيب ياللي طـول عـمرك سروقه....
مـا خـفت من البندق وراعيه لسار
وما خـفت من غمر يساوي سحوقه .....
لمـا إنقطـع بارودهـا ليـه منكار
فرد عليه الذئب يقول :-
كـم قلت يادرويـش ما فيك طوقه....
سـلا تكـثر في الحـكايا وهدار
أسـري لمـا طـاب نومـك دلوقه....
على فـراش لك وزد قطـب الدار
وأسـري على البدوان مغوى طروقه....
أسـري لمـا دلهـم الليـل بأغدار
كم حـايل من الضـأن نشعى حلوقه ....
أكـل شحـمها ما شـريته بدينار
وتـزرعون البـر ما حـن نـذوقه .....
بـر وزبـيب يشـريه كل تجار
فرد عليه الشاعر هادي بقوله :-
يسـلم محـمد لم يهـنيـك ذوقه ....
عشرين ذيب ياللي سحبنا وراء الدار
بنـدق غـلام يـوم يثبت سحوقه.....
في جـوف روم يشتعل وسطها نار
انتهى وبالله التوفيق
كتبه : الباحث والمؤرخ : علي بن سعد آل حصوصة
30/12/2017م
من روائع الأدب الشعبي عند شعراء قبائل قحطان هو فن المحاورة مع الذئب ، باعتباره ندا من الأنداد ، ولأن الذئب موصوف بالشجاعة والإقدام ، فهي صفات تتكامل بين الطرفين لتشابه أجواءها مما جعل شعراء قحطان يتلذذون في محاورة الذئب ، والقصائد التي ذكرت في هذا الفن كثيرة ، وللأسف ان كثيرا منها لم يدون .
ونستعرض بعض من هذه الأشعار كالمحاورة التي دارت بين الشاعر المعروف بلقب خداش وهو محمد بن زحنون الصقري العبيدي عندما سفك الذئب بأغنامه والتي قال فيها :-
إمـا أنت يا ذيب الخـلا مبتليـني .....
أنـا طالبنـك الحـق عند ابن فردان
إن تكـون تعاهدني ونا أخذ ضميني .....
وإلا فـرد لي البـراء وكـلنا أقران
فرد عليه الذئب قائلا :-
قال إني سرحان ذرب اليميني .....
طلق ذراعي وأسري الليل حفيان
وأنا لمـا طاب نـوم الهديني ....
فاخد شواتي والغدي ما بعد بان
وأنا لمـا إشتد حـبل الونيني .....
فأبيت في ليـل الذراعين عريان
فرد عليه الشاعر خداش بقوله
حبلت لك يا ذيب حبل مهيني ....
وزنت لك سـود ملاح وخفان
وبندق غلام يوم يسرح بحيني ....
مطرق فرنجي وقعها فوق لزغان
لخـطي ولا أحب الخطاء يجيني ....
أنا صـبي المقـديات ابن عمران
وللشيخ الفارس شالح بن هدلان الخنفري أبيات يوصي بها للذئب عندما قُتل ابنه الفارس المشهور ذيب بن شالح في إحدى المعارك والتي منها :-
يا ذيب أنا بوصيك لا تأكل الذيب ....
كـم ليله عـشاك عقب المجاعة
كـم ليلة عشاك حرش العراقيب .....
وكـم شــــــيخ قـــــــــوم كزته لك ذراعه
وقال مجيبا على عواء الذئب في قصيدة أخرى :-
ذيب عوى وأنا على صوته أجيب .....
ومن ونتي جضت ضواري سباعه
عز الله إني جاهل ما أعلم الغيب .....
والغيب يعلم به حفيظ الوداعة
وكذلك قصيدة الشاعر هادي بن درويش من آل سريع من قبيلة شريف والتي يقول فيها :-
ياذيب ياللي طـول عـمرك سروقه....
مـا خـفت من البندق وراعيه لسار
وما خـفت من غمر يساوي سحوقه .....
لمـا إنقطـع بارودهـا ليـه منكار
فرد عليه الذئب يقول :-
كـم قلت يادرويـش ما فيك طوقه....
سـلا تكـثر في الحـكايا وهدار
أسـري لمـا طـاب نومـك دلوقه....
على فـراش لك وزد قطـب الدار
وأسـري على البدوان مغوى طروقه....
أسـري لمـا دلهـم الليـل بأغدار
كم حـايل من الضـأن نشعى حلوقه ....
أكـل شحـمها ما شـريته بدينار
وتـزرعون البـر ما حـن نـذوقه .....
بـر وزبـيب يشـريه كل تجار
فرد عليه الشاعر هادي بقوله :-
يسـلم محـمد لم يهـنيـك ذوقه ....
عشرين ذيب ياللي سحبنا وراء الدار
بنـدق غـلام يـوم يثبت سحوقه.....
في جـوف روم يشتعل وسطها نار
انتهى وبالله التوفيق
كتبه : الباحث والمؤرخ : علي بن سعد آل حصوصة
30/12/2017م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق