ذكرنا في السابق أن هناك فئة أخرى تسير على نهج الفئة السابقة تلك بعض ممن تعلمت في بلاد الكفر فظهر منهم وكلاء لأعداء الله يروجون أفكارهم ويتبنون مناهج حياتهم ، دون وعيا أو إدراك ، حتى لتجدن أحدهم عندما تسأله عن أجود البضائع وأكثرها ملائمة للمصلحة الوطنية يشير عليك ببضاعة البلد الذي تتلمذ فيه ، وربما كان ذلك بدون قصد منه ، وربما يكون في حقيقة أمره يحمل الكثير من المعاني الوطنية المخلصة ،غير أن فكره أصبح رهينا ومبهورا بكل مظاهر الحياة لذلك البلد الذي تفتحت مداركه فيه ، ونهل من مناهل علمه وحضارته ،وتلقى العلوم التي ترفع من قدر ذلك البلد عنده على أيدي معلمين مسيسين أستطاعوا كسب وده ، فالتزم تلقائيا بالعرفان ورد الجميل ، وهو غير مدرك أن تعليمه في ذلك البلد تم بغالي الثمن ، وأن الثمن كان على حساب كل فرد من أبناء أمته المسلمة ، ذلك بالمعايير الاقتصادية ، أما با لمعايير الوطنية (مجازا)أو معايير العقيدة ( حقيقة ) فإن الثمن باهضاً جدا ، ألا وهو المساهمة في رفعة شأن أعداء الله ، دون علم منه أوبصيرة أو تبصر بمخاطر ذلك .
والحمد لله أننا في بلدنا بلد المقدسات قد حمانا الله من الاستعمار وشروره وتبعات ذلك بسبب حماية الله لنا في هذا البلد الطاهر حكاما ومحكومين ،وما ننكر أن كثيرا ممن تعلموا العلوم التطبيقية من أبنائنا نقلوا مشكورين تلك العلوم ووضعوا لها أسس منهجية لتطبيقها في بلادنا وذلك بفضل الله ثم بفضل عقيدتهم وصدق نواياهم وغيرتهم على بلدهم وشعبهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق